أحمد إمامشعراء معاصرونمصر

قصيدة صورة

أحمد إمام

 

موقع معاصرون

صورة

 

على ظَهرِ دَرّاجَةٍ

مثلَ طَيرٍ

فَضاءُ سَماواتِه لا يُحَدُّ

ويَبْحَثُ عَنْ مَسْلَكٍ للهروبْ

له مِنْ مَلامحِ وَجْهي القديم:

التَّفَرُّسُ في كلِّ شَيءٍ رآهْ

وزمُّ الشفاهْ

وإطراقَةُ الحُزنِ

قبلَ البُكاءِ

ويَضْحَكُ لكنّه يَستريبْ…

تَأَخَّرَ عَنْ كلِّ شَيءٍ

وغابَ

وراوغَ

حتى انسكابِ الحليبْ

وسابقَ سِربَ العصافيرِ

نحو الشموسِ التي

نَسِيَتْ أن تغيبْ

وفي اللَّيلِ

باغَتَهُ الخوفُ؛

راحَ يُعَمِّدُ صَلْصالَه

في المياهْ

لِكَيما يَدينَ له بالوَلاءِ

ويَدْخُلَ ما يَرْتَئي

مِنْ حروبْ

هو الآنَ مُسْتَسْلِمٌ أو يكاد؛

رَهينُ الإطارِ الزُجاجيّ..

نَهْبٌ لهذا الغبارِ

الذي خَلَّفَتْهُ

– على غَفْلَةٍ منه –

تلكَ السنينْ

هو الآنَ مُسْتَسْلِمٌ أو يكاد..

على أنني

بينَ حينٍ وحينْ

أقاسمُهُ حصَّتي في السؤالِ:

أكانَ على الجَسَدِ المُتداعي

التَّمَزُّقُ ما بيننا هكذا؟!

ويَمْنَحُني حظَّه في الندوبْ

أُحَدِّثُهُ عَنْ زَمانٍ يَجيء

وعَنْ وَخْزَةِ الشِّعرِ بَيْنَ الضُلوعِ

وعَنْ شَمْعِ أحلامِه

أنْ يَذوبْ

وعَمّا تَقولُ الفتاةُ التي

أَخْلَفَتْني المواعيدَ

– ذاتَ انتظارٍ –

إذا كانَ في وِسْعِها أنْ تؤوبْ

وعَنْ لَوْعَةٍ

في عواءِ القطارِ؛

بَريقِ العواصمِ في أولِ الأمرِ،

ليلِ الشتاء..

زوايا المقاهي التي بَدَّدَتْني؛

حَنيني إلى بَلْدَةٍ في الشمالِ

وإنْ قيلَ :

كلُّ

الجهاتِ

الجنوبْ

وطفلينِ في موحِشِ الليلِ ناما

على جانبيَّ

هما الآنَ تَعْويذَتي للنجاةِ

وخَدْشي بوَجهِ الزمان الكذوبْ

وعَنّي..

رَكَضْتُ ثَلاثينَ عامًا

لكي ألتقيني؛

ولكننا فرقتنا الدروبْ

وَقَفْتُ

كَأَنْ طَلَلٌ ما أراهْ

كَأَنْ طَلَلٌ

لا أراني سواهْ

لكي يلتقي بالغريب الغريبْ

أخافُ

على صورةِ الطفل

مِنْ عَقَربِ الوَقْتِ

فوقَ

الجِدار

..

أحمد إمام، شاعر مصري

 

قصائد أخرى للشاعر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى