
((القصيدة على البحر الكامل))
وَصِيّةُ الزّيتون
لمْ يَسْتَكِنْ، ماءٌ صَفا، غيمٌ غَفا
ظِلٌّ أحاطَ الشّمسَ فجراً واخْتَفى
ظِلٌّ تَحدَّى الموتَ، حَرّرَ ظِلَّهُ
حلْمُ الفراشة لنْ يَعودَ… فَقَدْ غَفا
لمْ يَسْتَكِنْ للطّين، ظَلَّ مُكابِرًا
وَيَرُشُّ للأيّام حُزنًا مُتْرَفا
لَبِسَ التّرابَ عَباءةً و رَبيعُهُ
ما ردَّدَ الحَسّونُ أوْ ما رَفْرفا
في لُعبة الأقدار يَحمِلُ نَرْدَهُ
يَبكي الهويّةَ ثائرًا مُذْ كَفْكَفا
حُزْنَ البسَاتين الصبيّة إنْ دَنَتْ
مِنْ غَمْرةِ الوطنِ الجَريحِ … وَما اكْتفى
قَبْلَ اتِّساعِ الموت في حَدَقاتِه
قَرَأ السّلامَ على المَسارِبِ وَ انْطَفا
وَ أنا ارْتَدَيْتُ الأرضَ قلبيَ غَيمةٌ
تَهْوى ثَرىً أَلِفَ الشّهادةَ معْطَفا
حَضَنَ الزّنابقَ و البَلابلَ والنَّدى
في شَهْقَة الأطفال أَزْهَرَ مصْحَفا
وَوَصِيّةُ الزّيتون نُورُ حِكايةٍ
تَحنو على التّين الّذي لنْ يُقْطَفا
مَنْ يَسأل الدَّمْعاتِ كيفَ تَشكّلَتْ
أَوَكُلَّما ارْتَحَلَ السَّحابُ اسْتُنْزِفا
أوَكلَّما يَبِسَ الرّبيعُ تَيَقَّنوا
أنَّ التَّجَسُّدَ ليسَ دَومًا مُنْصِفا
سَلْ جُرحَ أُمٍّ هَيَّأَتْ لِصِغارِها
لَوْنَ الوَسائدِ مِنْ تُرابٍ ما صَفَا
وَسَلِ السَّنابلَ عَنْ أنينِ حُقولنا
عَمّا رَآهُ اللّيلُ سِرًّا أَجْوَفا