شعراء معاصرونعلا خضارولبنان

قصيدة سر أبيض

علا خضارو

 

موقع معاصرون

حصلت هذه القصيدة على إجازة بالإجماع من لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء في الموسم 11، المرحلة الأولى.

 

 

سرٌّ أبيض

 

 

تَحنُّ للدّمع عينٌ للهوى عَطْشى

تَخشى منَ الحبّ هل في الحبّ ما يُخْشى؟

 

تَندى جراحٌ كأنّ الدّمعَ بلسَمَها

ونَدَّبَ الملحُ في غمّازِها مَمْشى

 

تَهيمُ في لجّة الأنوار سُمرتُها

فتلمحُ الصُّبحَ من أَشفارها يَنْشى

 

هي الشّريدةُ عن فوضى تَلعثُمها

تُراودُ اللّيلَ عن مَعناهُ كي يَغشى

 

تُؤانسُ الظّلَّ في أبهى تَأنُّقه

ليَعبُرَ الضّوءُ مِن محرابها هَشّا

 

تحنُّ للدّفء شَمسٌ بَلَّ غُربَتَها

طيرٌ يُنقّرُ في أفيائها قشّا

 

تَهيّبَ الموت حرًّا يَقتَفي شغفا

وفي عيون الخزامى خبّأ النّعْشا

 

مضى يغربلُ صَفوَ الصّمت في خفَرٍ

ويستريحُ على خدّ الصّدى نقْشا

 

هو الحبيبُ و صوتُ الحبّ مَنطَقَهُ

وبُحّة الآه كْم مالتْ له رعْشا

 

هو اليتيمُ وفي عَينيه رقرقةٌ

تُغازل الدّمع إن أغوى به الرّمشا

 

وعاشَ في سرّه المَنسيّ منتظرًا

كَفَّ الصّحاري وما في حِضنها أوْشى..

 

كمنْ يُلوّنُ طعمَ الجرح من رُطَبٍ

و يَرسمُ الحُلْمَ إنْ أطفالَهُ أعْشى

 

كمنْ يُسلّمُ للأحزان بيرَقَهُ

كمنْ يُعرِّجُ أسرابَ الخُطى وحْشا

 

وكلّما هزَّهُ التأويلُ زَحْزَحَهُ

تساؤل فيه … من يَبني له عشّا ؟!…

 

..

علا خضارو، شاعرة لبنانية

قصائد أخرى للشاعرة:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى