سورياشعراء معاصرونيزن قاسم عيسى

قصيدة المولود

يزن قاسم عيسى

 

موقع معاصرون

 

حصلت قصيدة المولود على بطاقة لجنة التحكيم في الأمسية المباشرة الأولى من برنامج أمير الشعراء الموسم 11، بدرجة 45 من 50

 

المَولود

 

للتَوِّ ينهَضُ مِنْ غَيابَةِ أُمِّهِ حَيَّاً

يحُطُّ على سَريرِ الأرضِ

يطلِقُ صرخةً أولى:

“السّلامُ على الزّمانِ، على المكانِ

على اتّساعِ الدّربِ بينَ بدايَتي وبدايَتي!”

ساهٍ، ويوقِظُهُ ضجيجُ الحاضرينَ

يُحِسُّ في أعماقِهِ خَدَراً

كما لو كانَ يدركُ أنهُ يصحو

ويسقطُ في البياضِ الواقعيِّ

يهلِّلونَ…

يهلّلونَ لهُ هُناكَ

كأنَّهُ قمرٌ تفلَّتَ مِنْ ملاكٍ عابِرٍ

أو وردَةٌ

سقطتْ مِنَ الفردَوسِ

تمنحُهُم تباشيرَ الخلودْ

للتوِّ يمتَحِنُ الوجودْ

 

لا يستطيعُ القَولَ

إنَّ تساؤلاً ينتابُهُ عن كُلِّ شيءٍ

صامتٌ هوَ مثلما

لو كانَ يعرفُ كُلَّ شيءٍ

ليسَ يشغَلُهُ الحنينُ إلى أحبَّتِهِ

ولا تَوقٌ إلى قمرٍ خفيٍّ

ليسَ أثقَلَ أو أخَفَّ على الحياةِ

حمامةٌ تختالُ

أو روحٌ تضيءُ الآنَ في أُفُقِ الجسدْ

 

 

اللا أحدْ…

لم يتَّخِذْ أَحَدٌ لهُ اسماً بَعد

لم تمسَسْهُ أشباحُ الهويّةِ

لا يُنادى أو يُنادي

فكرةٌ ما، باتّساعِ الأرضِ تملؤهُ

وينقصهُ القليلُ مِنَ الخطايا

كي يحسَّ برغبةٍ في السَّيرِ

ينقُصُهُ القليلُ مِنَ الأماني

كي يقولَ: عرفتُني، وخبِرتُ حادِثةَ الحياةِ

.. الآنَ أكثرُ حكمةً مِمّا سيصبحُ

باردُ الأعصابِ، مكتمِلُ البصيرةِ

لا يكابِدُ غيمةً في الماورائياتِ

 

 

لا يَرِثُ الحقيقةَ

بل يحدِّقُ باحثاً

عن أيِّ ضوءٍ في ضبابِ الأسئلةْ

 

 

وعلى بساطِ الوقتِ

يولَدُ دافِئاً كالحُبِّ

يفتَحُ قلبَهُ للكونِ ملءَ الدَّهشةِ الأولى

ويدرِكُ أجمَلَهْ

لا أمسَ لَهْ…!

..

يزن قاسم عيسى، شاعر سوري

 

 

قصائد أخرى للشاعر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى