العراقشعراء معاصرونمحمد إدريس

بلاد الشحرور

محمد إدريس

 

موقع معاصرون

 

حصلت قصيدة بلاد الشحرور على إجازة بالإجماع من لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء في الموسم 11 في المرحلة الأولى

بلاد الشحرور

 

دَهِشًا

أغني لاصفرارِ حدائقِي

لهبُ المدافعِ أم وميضُ البارقِ

 

لا وقتَ لي

فالبندقيةُ

بينَ منطلقِ الفراشةِ بي وقطنِ شرانقي

 

وأنا بمنقارِ السنونو أنحِتُ الغيماتِ

حاراتٍ

لعشبٍ آبقِ

 

ومعي غبارُ الطلعِ … لا بارودُ مَنْ

بخطاهمُ يمتدُ مرجُ شقائقِ

 

ويدي مطاراتُ اليعاسيبِ التي

حملتْ مرايا الشمسِ … بينَ خنادقِ

 

حيثُ البلادُ

كرقعةٍ حمراءَ تصبغها

حروبُ بيادقٍ وبيادقِ

 

لا وقتَ لي … للحبِ … للكلماتِ

للفرحِ العدو

ولا لوردٍ عابقِ

 

لأجرَّ منطادَ الصباحِ /الشمسَ

مثل الديكِ

صوب سياجِ فجرٍ غامقِ

 

ولأمنحَ الأبعادَ

قمصانًا من القزحِ المنقطِ باليمامِ المارقِ

 

وليرفعَ الشحرورُ … سقفَ صداحِهِ

مِنْ بعدِ أن هدمته … نارُ مجانقِ

 

وأطشَ ماءَ الوردِ

خلف غزالةٍ

تركتْ بمنحدرِ البنفسج … خافقي

 

لا قمةٌ بيضاءُ

أعلى من دمي

كي أستريحَ على ارتفاعٍ شاهقِ

 

هل كنتُ -قبلَ الحربِ- أخضرَ مائلًا للعشب

تحتَ اللازوردِ الشائقِ؟

 

حيثُ السماءُ

بصفّنا حجرين فوقَ السورِ نصعدها

بخطوٍ واثقِ

 

والفجرُ – محلولًا – شرائطَ في سطوحِ الغيمِ

نجدلها… سلالَ زنابقِ

 

وقميصي القطنُ الخفيفُ

مضرجًا

بالتوتِ أحمرَ

لا الدمِ المتراشِقِ؟

 

الآنَ لم تعدِ البلادُ .. هي البلادُ

ولا أنا … أنا

والفؤادُ … بوامقِ

 

لكنّ منقارًا وحيدًا يحضنُ الإعصارَ

ينثرُ ألفَ لونٍ رائقِ

 

أيُّ البلادِ هي التي في ليلها

حبلُ الورودِ يصيرُ … حبلَ مشانقِ؟

 

ومتى سيدركها الصباحُ بشمسه

وعلى فمِ الشحرورِ … صفُ بنادقِ؟

..
..

محمد إدريس، شاعر عراقي

 

قصائد أخرى للشاعر:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى