العراقشعراء معاصرونمحمد إدريس

قصيدة أثر الفراشة

محمد إدريس

 

موقع معاصرون

 

أثر الفراشة

 

الأرضُ تجذبُ والسماءُ تُطاوِلُ

إنَّ الفراشةَ لا تطيرُ …

تحاولُ

 

هي هشَّةٌ جدًا

أصابعُ نسمةٍ

تكفي لتسحقَها وزهرٌ ذابلُ!

 

سآلتُ

يومَ تأخرتْ عن صفها:

ألديكِ في جَني الرحيقِ مشاغلُ؟

 

برفيفِ أجنحةٍ خفافٍ …

ممكنٌ ان تغزلَ الغيمَ الشفيفَ مغازلُ

 

من مهدِ شرنقةٍ تهبُّ

يشدُّها

ولطولِ رحلتها العبورُ الذاهلُ

 

تخشى الذبولَ

فتختفي

لو جَرَّتِ العرباتِ صُفرًا في الخريفِ أيائلُ

 

ماذا تداري عندما اختبأتْ بلحيةِ “ويتمانَ” البيضاء وهي تغازلُ؟

 

هل رافقتْ في الثلج “نيرودا” على الأنديزِ

فارتعدَ الحصانُ الصاهلُ؟

 

لمعتْ بعينَي “رامبو” الزرقاءِ

وهو بدمعهِ – فلينةً – متمايلُ!

 

درويشُ ، هل دقوا جناحيها بمسمارينِ

خلفَ السورِ وهي تقاتلُ؟

 

وعلى جناحيها…. تلوَّنَ عاكسًا

روحَ المجراتِ الغبارُ النازلُ

 

تمضي فلا صفُّ البنادقِ

مانعٌ من أنْ تطيرَ ولا الجدارُ العازلُ

 

فلِمَ الفَراشُ المَيْتُ

أسفلَ ساعةِ الأبديةِ الصفراءِ تلٌّ هائلُ؟

 

لو لم تحطَّ على قصيدةِ شاعرٍ

خضراءَ لم يُكملْ رؤاه الكاملُ

 

أعلى الجدارياتِ أعلى كلِّ فنٍّ ساحرٍ

أثرُ الفراشةِ ماثلُ

 

هي والخلودُ التوأمانِ وربما

بجمالهِ امتلكَ الخلودَ الزائلُ

 

محمد إدريس، شاعر عراقي

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى